-A +A
عبده خال
الصحة بالبلا.

ربما تكون هذه الجملة اختصارا لكل مريض دائر بين المستشفيات: حكومية، أو خاصة.


الحال مرتبك، أو معرقل في كل الخطوات الحادثة، فليس هناك عمل انسيابي، ويحتاج المريض إلى حلحلة أوضاعه داخل المستشفيات بالصبر، وإن كان فاقدا السيطرة على أعصابه، فسوف تجد عشرات المشاجرات التي لا تجد أيضا المسؤول القادر على إذابة تجلطات تلك المشاجرات، فتتسع المشاحنة، ويكون المريض ضحية غضبه، حيث يتم تعطيل كل الإجراءات التي تنهي معاناته.

ويمكن أن تبلع لسانك وغضبك داخل المستشفيات الحكومية، الا أن هذا البلع لا يستطيع المريض فعله في الخاصة كونه يدفع من (كيسه)، ولو ركزنا هذه المقالة للمستشفيات الخاصة، فسوف تخرج حناجرنا مما نجد فيها من تهاون بكل حقوق المريض، ولأنها أصبحت مستشفيات جابية للمال وليست معنية بتقديم خدمة طبية تتناسب مع ما تأخذه من رسوم باهظة لكل مستلزم طبي، بدءا من رسوم الكشفية وصولا إلى تنقية جيبك من أي ورقة نقدية، ومع كل هذا يأتي التشخيص بعيدا عما يشتكي منه المريض.

كل هذه (الحوسة) لن تجدي معها الشكوى، وليس بمقدور المرضى متابعة شكواهم في وزارة الصحة.

التي تحول الشكاوى إلى ملفات تشبه القضايا المهملة التي على المسؤول إدخالها في الدرج الأسفل أو قذفها إلى النفايات.

حالة مزرية، تأكل كل المنجزات الصحية حين لا تكون هناك إدارة واعية لما يحدث من تنغيصات تذهب بصبر المريض.

حقيقة، ساءت خدمات المستشفيات الخاصة بسبب التأمين، وهذه المشكلة تحتاج لمقال آخر، وسوف أتطرق إليه، بالرغم من معرفتي الأكيدة أن الحل معدوم، ولهذا (تبرطع) شركات التأمين كما تحب.

كاتب سعودي

abdookhal2@yahoo.com